الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
كتب

الإيمانُ في الاصطِلاح هو: التَّصديقُ الجازمُ بكلِّ ما أخبَرَ به اللهُ ورسولُهُ مع الإقرارِ و الطُّمأنينةِ، و القَبولُ والانقيادُ له .
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى الإيمانُ وإن كان يتضمَّنُ التَّصديقَ فليس هو مجرَّدَ التَّصديقِ، وإنَّما هو الإقرارُ والطُّمأنينةُ؛ وذلك لأنَّ التَّصديقَ إنَّما يَعرِضُ للخَبَرِ فقط، فأمَّا الأمرُ فليس فيه تصديقٌ من حيثُ هو أمرٌ، وكلامُ الله خبرٌ وأمرٌ؛ فالخبَرُ يستوجِبُ تصديقَ المخبِرِ، والأمرُ يَستَوجِبُ الانقيادَ له والاستِسلامَ، وهو عملٌ في القَلبِ جِماعُه الخُضوعُ والانقيادُ للأمرِ، وإن لم يفعَلِ المأمورَ به، فإذا قوبل الخَبَرُ بالتَّصديقِ والأمرُ بالانقيادِ، فقد حصل أصلُ الإيمانِ في القلبِ، وهو الطُّمَأنينةُ والإقرارُ؛ فإنَّ اشتقاقَه من الأمنِ الذي هو القَرارُ والطُّمأنينةُ، وذلك إنَّما يحصُلُ إذا استقرَّ في القَلبِ التَّصديقُ والانقيادُ
و قال ابن العثيمين رحمه الله:  إنَّ الإيمانَ هو التَّصديقُ المستلزِمُ للقَبولِ وللانقيادِ؛ قَبولِ الخَبَرِ، والانقيادِ للأمْرِ والنَّهيِ، هذا هو الإيمانُ، وأمَّا مجرَّدُ أنَّ الإنسانَ يقولُ: أنا مؤمِنٌ بالله، وأنا أعترفُ بأنَّ اللهَ موجودٌ، وأنَّ له رسُلًا، لكَّنه لا يَعمَلُ، فلا يَنَفعُه هذا الإيمانُ؛ فالإيمانُ الذي ينفع هو ما ذَكَرْتُ، وقد يُطلَقُ الإيمانُ لغةً على مجرَّد التَّصديقِ، ويقال: هذا مؤمِنٌ بشَيءٍ، لكِنَّه كافِرٌ بأشياءَ، فهذا ليس الإيمانَ الشَّرعيَّ .

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية