الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
مواضيع مختارة

-{وقفة محاسبة للنفس }

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين...

أمّا بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى، اتقوا ربَّكم ـ يا عباد الله ـ تقوى الله  تكون سببًا لامتثال أوامره واجتناب نواهيه، اتقوا ربَّكم تقوى تنالون بها السعادةَ في الدنيا والآخرة.

أيّها المسلم، إنَّ الله -جل جلاله- خلق الجنَّ والإنس لغايةٍ عظيمة وحِكمةٍ جليلة، ألا وهي عبادتُه -جل وعلا-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]. ما خَلَقَنا عبثًا ولا باطلاً ولعِبًا، (ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّارِ) [ص:27]، (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [الدخان:38، 39].

أيّها المسلم، إنَّ الله -جل وعلا- لمّا أهبط أبانا آدم إلى الأرض قال له: (وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة:36]، فأخبره ربُّه أن بقاءه في الدنيا ليس إلى الأبد، ولكن لوقتٍ محدَّد قدّره ربّنا جل وعلا.

كتب -جلّ وعلا- الفناءَ على كلِّ الخلق، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:26، 27]، وقال لنبيه –صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ) [الأنبياء:34]، (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35].

أيها المسلم، أنت في هذه الدنيا لم تُخلَق عبثًا ولم تُترك سُدًى (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) [القيامة:36]، أُرسل إلينا رسول ليقيمَ علينا حجةَ الله، وليهديَنا إلى طريق الله المستقيم، ويحذِّرنا من طريق المغضوب عليهم والضّالين، (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) [المزمل:15].

بلَّغ هذا الرسولُ رسالةَ ربِّه، وأدَّى الأمانةَ التي ائتمنه الله عليها بأمر الله له: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) [المائدة:67].

هذا النبيّ الكريم أرسله الله رحمةً للعالمين، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]. لا طريق يقرِّبنا إلى الله إلا بينه لنا وأمرنا بسلوكه، ولا طريقَ يباعدنا عن الله إلاَّ بينه لنا وحذَّرنا من سلوكه، يقول –صلى الله عليه وسلم-: "ما بَعث الله من نبيٍّ إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمّتَه على ما يعلمه لهم من خير، ويحذِّرهم عمّا يعلمه لهم من الشرّ" (أخرجه مسلم: 1844).

وحقًّا إنّ محمّدًا –صلى الله عليه وسلم- دلَّنا على الخير كلِّه، وحذَّرنا من الشرّ كلِّه، تركنا على المحجّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.

أيها المسلم، نحن في هذه الدنيا مُحصًى علينا أقوالنا وأعمالُنا، فأعمالنا مكتوبة وأقوالنا مسجَّلة، (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10-12]، (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18].

أعمالنا في هذه الدنيا محصاةٌ علينا وسنقف عليها يوم القيامة، (يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ) [المجادلة:6]. أعمالٌ نعملها، وبطول الزمان ننساها وتغيب عنَّا، ولكنَّ الله عالم بها ومحصيها علينا، وسنقف جميعًا يوم القيامة على كلِّ أعمالنا، (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء:13، 14]، كتابٌ مسجَّلٌ فيه كلُّ الأعمال قليلِها وجليلها.

أيّها المسلم، إنه كتابٌ لا تستطيع إنكارَه ولا جحودَ ما فيه، ولو حاولتَ أنطقَ الله الجوارحَ فشهدت عليك بكلِّ الأعمال، (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يس:65]، يعودُ الإنسان إلى أعضائه ليعاتبها: (لِم شهِدتم علينا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت:21].

أيها المسلم، سنُسأل عن شبابنا: فيم أبليناه؟ عن هذه القوّة قوّة الشباب: أين مضت؟ هل مضت في خير أم دونه؟ وسنسأل عن الأعمار عمومًا: كيف أفنيناها؟ وسنسأَل عن أموالنا التي بأيدينا: أين جمعناها؟ وكيف أنفقناها؟ وسنسأل عن عِلمنا: ماذا عملنا فيه؟

أيها المسلم، سؤالٌ من العليم الخبير، يسألك عن شبابك: فيم أمضيت هذا الشباب؟ هل مضى في خير وعمل صالح، أم مضى في سفَه وباطل ولغوٍ وانحراف عن الهدى؟ وعن هذا العُمُر كلّه: ماذا قضيته فيه؟ عن المال طرُق اكتسابِه ووسائل إنفاقه، وعن العلم: ماذا عملتَ فيه؟ إنَّها أسئلة لا بدَّ من جوابها، فأعدَّ لهذا السؤال جوابًا.

أيّها المسلم، إنَّ اغتنامَ الشباب قبل الهرم واغتنامَ الحياة قبل الموت واغتنامَ الفراغ قبل الشُّغل أمرٌ مطلوب من العبد، ليتزوَّد من حياته أعمالاً صالحة تكونُ زادًا له يومَ قدومه على الله، (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة:197]. إنّ الإفلاسَ حقًّا من خسِر نفسه يوم القيامة، (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الزمر:15].

أيها المسلم، تمرُّ بك الأعوامُ عامًا بعد عام، والشهور شهرًا بعد شهر، والأيامُ يومًا بعد يوم، وكلُّ هذه تقترض من عُمُرك، وتبعدك من الدنيا مرحلة، وتقرِّبك إلى الآخرة مرحلة، فالسعيدُ من اغتنمَ مرورَ الأعوام والشهور والأيام في الطاعة، ونافسَ في صالح العمل، وحاسَب نفسه في الدنيا حسابًا دقيقًا، ليهونَ الحساب عليه يوم القيامة، في الأثر: "حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهَّبوا ليوم العرض الأكبر على الله" (أحمد في الزهد (ص120)، وأبو نعيم في الحلية (1/52)، "الكيس من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجزُ من أعطى نفسَه مُناها وتمنّى على الله الأماني" (أخرجه أحمد (4/124)، والترمذي: 2459).

أيّها المسلم، فاحرص على إنقاذ نفسك، وحاسِبها في الدنيا حسابًا عظيمًا؛ لتنجوَ يوم القيامة، ولا تكون نادمًا في ذلك اليوم حين ترى فوزَ الفائزين وسعادة السعداء ونجاةَ الناجين، وتذكر قول الله: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) [الزمر:56-58].

هكذا حال المفرِّط؛ إذا رأى حقيقةَ الأمر يومَ القيامة قال: (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ)، لم يكن موقنًا بذلك اليوم حقَّ اليقين، كما قال جل وعلا: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) [الأعراف:53]، والمؤمنون إذا رأوا وعدَ الله لهم وتحقُّقَ ذلك قالوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [الزمر:74].

أيّها المسلم، هذه دار الدنيا دار العمل، وغدًا دار الجزاء، (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) [النجم:31]. هي دار العمل، فاعمَل فيها صالحًا لغدِك، وتزوَّد فيها من صالح العمل قبل أن تندمَ على ذلك التفريط وذلك الإهمال.

أيها المسلم، بلَّغك الله رشدَك، وأبقاك لأعوام عديدة، حقّ لك أن تديمَ التفكر والاعتبار، "أعذَر الله لعبدٍ بلَّغه الستين" (أخرجه البخاري: 6419)، أي: ما جعل له بعد بلوغها من غُدر، فقد مضى الشباب ومضت القوّة، ودخل عهد الكبر، فليتَّق الله وليحسِن العملَ قبل أن يلقى الله.

أيّها المسلم، إنّ محاسبةَ النفس أمرٌ مطلوب منَّا، كلٌّ يحاسب نفسَه، فإنّه لن ينضَرَّ سواك ولن ينفعَك غيرك، فحاسب نفسك في الدنيا حسابَ من يوقن بلقاء الله، حاسِب نفسَك في أحوالك كلِّها: ماذا قدّمت لدين الإسلام؟ هل قدَّمت للأمّة خيرًا؟ وهل كنت داعيًا إلى الخير؟ وهل فيك غَيرة على دين الله؟ وهل فيك تعظيم لمحارم الله وتعظيم لأوامر الله وقيامٌ بالواجب؟ حاسِب نفسَك عن هذه الفرائض الخمس؛ الصلوات الخمس ما حالك وشأنك معها؟ هل كنتَ من المحافظين لها المؤدِّين لها في أوقاتها الحريصين على إكمالها وإتمامها بإتمام وضوئها وإقامة أركانها وواجباتها وتكميل ذلك بالإتيان بمستحبّاتها؟ فالصلاةُ مكيالٌ، فمَن وفّى وُفِّي له، ومن طفَّف فقد علِمتم ما قال الله في المطفِّفين.

حاسب نفسك على هذه الصلوات: هل كنت محافظًا عليها حقًّا أو كنت مضيِّعًا ومفرِّطًا؟ فتدارك النفسَ قبل يوم القيامة. حاسب نفسَك عن زكاةِ مالك: هل أديتَ الزكاة حقَّ الأداء، أم كنت مفرِّطًا ومهمِلاً ومتكاسلاً؟ حاسب نفسك عن صيامك وحجِّك.

حاسب نفسك وقِف مع نفسك: هل أنت بارٌّ بالوالدين؟ هل الوالدان راضيان عنك؟ هل قمتَ بحقِّهما خيرَ قيام؟ هل أحسنتَ صحبتهما؟ وهل قمت بخدمتهما؟ وهل رعيتَ حقَّهما عند كبرهما، أم كنت من المضيِّعين والمهملين؟

حاسب نفسك في بيعك وشرائك: هل أنت من الصادقين في ذلك، أم أنت من الغاشّين الخائنين؟ حاسب نفسَك عن مسؤوليّتك التي أُنيطت بك: هل أدّيتها على الوجه المرضيّ، أم كنت من الخائنين لأمانتك؟ حاسِب نفسك في الأموال التي أودِعت عندك والأموال التي لك التصرُّف فيها: ما موقفك؟ هل كان حسابك نزيهًا، أو كان حسابك غِشًّا وخيانة؟ هل أديتَ إلى الناس حقوقهم المطلوبةَ وضبطتَها وقمتَ بها أم كنت من المهملين؟

وهل عاد الجميع إلى رشدهم، وسلكوا الطريقَ المستقيم، ورأوا ماذا سبَّبت الفتنة والاضطرابات والقلاقل في الأمم حتى ضاعت مصالح الأمم وضاعت مصالحُ الأفراد، وأصبحت البلاد نهبًا لكلّ قويّ؟

هل فكَّر الشبابُ المسلم وهو يغترّ وينخدع بما يخدع به بعض ضعفاء البصائر وضعفاء العِلم والبصيرة ومن لُبِّس الأمر عليهم فسَعوا إلى إضلال بعض شبابِ الأمة، وزيّنوا لهم الباطل وحسَّنوا لهم الشر، حتى ظنوا أن انطلاقهم إسلاميّ، والله يعلم أن ذلك خلافٌ للحق والهدى.

فليعُد شبابنا إلى رشدهم، وليفكِّروا في واقع أمرهم، وليحاسبوا أنفسَهم، وعلى كلّ إنسان أن لا ينخَدع ويغترّ، وعلى كلِّ من يحاول الشرَّ أن يعودَ إلى عقله ورشده، وينظر: هل سبيلُه الذي هو يسعى فيه سبيلُ خير أم سبيل شر؟ كم ينخدع الإنسان، وكم يغرَّر به، وكم يغيبُ عنه فكره حتى يظنَّ السبيلَ السيّئ سبيلَ خير، وتلك عقوبة من الله لمن خرج عن الطريق المستقيم، (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) [الأعراف:146].

هكذا حال من ضلَّ عن الهدى، يرى سبيلَ الخير والهدى سبيلَ غواية، ويرى سبيلَ الضلال والبعد عن الهدى يراه سبيلَ رُشد، هذا عملٌ سيّئ، (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [فاطر:8].

إنّ الواجبَ على كلِّ مسلم أن يحاسبَ نفسَه، ويعودَ إلى عقله، ويفكِّر قليلاً ليعلم أن هذه التصرُّفات السيئة لا تخدم الإسلامَ ومصلحة الأمة، ولكنها تخدم أعداءَ الإسلام وأهدافَهم القريبة والبعيدة.

فيا شباب المسلمين، تبصَّروا في واقعكم، وعودوا إلى رُشدكم، وخذوا عبرةً وعِظة عن واقع كثير من عالمنا الإسلاميّ، كيف أحدثت لهم تلك الفتنُ مصائبَ في أنفسهم واضطرابًا في أحوالهم ونقصًا في مواردهم وحصول البلاء والفتن، وتدخُّل الأيدي الخبيثة لتدمِّر الأمة وتقضي على كيانها.

والله ولي التوفيق.

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية