الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
مواضيع مختارة

إن هذا التفجير و القتل عمل إجرامي بإجماع المسلمين

قال الله - تبارك وتعالى -:( وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.( الأنعام:151وقال - جلّ ثناؤه -:( وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )التكوير:8.

وهذه الآيات تدل على تحريم قتل المسلم و غير المسلم بغير حقّ، وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة". رواه البخاري.

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )المائدة:1.

و قد ثبت النهي عن قتل البهيمة، بغير حق، والوعيد في ذلك، فكيف بقتل الأبرياء.

عن أبى هريرة َ – رضي الله عنه – قال: قالُ رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فِي حَدِيثِهِ : وَمَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي بِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي رواه مسلم.

يجب أن يكون موقفنا نحن السلفيون في فرنسا و خارجها واضحاً في بيان حكم الشريعة الإسلامية في قتل الأبرياء و الإضرار بالناس علينا أن نبيِّن أن السلفيَّ لا يقتل الأبرياء، ولا يفجِّر نفسه، والإسلام يُحرِّم قتل الأبرياء من الرجال و النساء و الأطفال و يُحرّم الإضرار بهم بجميع الصور

بل إن برّ غير المسلم المسالم والإحسان إليه و دعوته للإسلام أمر حثّ عليه الشرع، قال تعالى:( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة:8.

والإرهاب ليس سببه التمسك بالكتاب والسنة كما يقول البعض بل له أسبابه الكثيرة التي من أهمها وأخطرها الجهل بدين الله – عزّ وجلّ - والفهم السقيم، لنصوص القرآن و السنة.

ونحن السلفيين ننكرُ ما يفعله هؤلاء الخوارج من قتل الأبرياء، وتفجير أنفسهم زعماً منهم أنّ هذا من إنكار المنكر، وأنه من الجهاد في سبيل الله. في الحقيقة أنهم أساؤوا إلى الإسلام وأهل الإسلام، وأخيراً نقول لكل الناس – مسلمين وغير مسلمين: إنّ هذه الأعمال كلها إرعاب وإرهاب، وليست من الإسلام في شيء، بل الإسلام بريءٌ من هذا كله.

يا شباب الأمة تفقهوا في الدين و اعلموا أن المخرج من الفتن هو الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم فيما أشكل عليكم يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد ومن أكابرهم ، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ صححه الألباني .

و اعلموا أن البغدادي الداعشي المجرم رجل منحرف ضال احذروه و حذروا الناس منه

هذا و صلى الله على نبينا محمد و على أله و سلم.

وكتبه الشيخ أبي إسلام سليم بن علي بن عبد الرحمان حسان بليدي الجزائري

يوم الأحد 15 نوفمبر 2015 / الموافق 2 صفر 1437 هـ

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية