الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
مواضيع مختارة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبّك بين أَصابعه) رواه البخاري

وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}

{رواه مسلم}

لما مات النّجاشي وهو ملك الحبشة ،في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- ، والذي أكرمه الله عز وجل بإكرامه لأصحاب رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ وإيوائهم لما هاجروا إليه ،قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه {إن أخاكم النّجاشي رجل صالح قد مات ، فقوموا نصلّي عليه}رواه البخاري

هذا النّجاشي لم يلق النّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يحظ برؤيته وإنّما آمن به على بعد ،وخدم الإسلام بما يستطيع ،وقدم ما يقدر عليه ،ولكن بقيت له الأخوة التي تربط بين المؤمن والمؤمن ولو لم يرى أحدهم الآخر ،ولو كان أحدهم في مشرق الأرض والآخر في مغربها.

هذه هي العلاقة التي بناها الاسلام بين أتباعه وهي نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى وامتنّا بها على عباده ، "{واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}[ آل عمران103]

فهذه الاخوّة هي نعمة من الله ينعم بها على الصادقين من عباده ،فتكون علاقتهم لله وأخوّتهم صادقة لايريدون بها إلا وجه الله ،ولا يطلبون بها إلا مرضاته ، يشعرون بلذّتها ويذوقون بسببها حلاوة الإيمان .

يقول النّبي ـصلى الله عليه وسلم ـ{ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار}متفق عليه

لن تجد أيّها المؤمن حلاوة الايمان حتّى تحقّق هذه الأمور الثلاثة ،ومنها أن تحبّ المسلم لا يحملك على حبّه شئ من أغراض الدنيا ،هذه المحبة تكون خالصة لله ،فتحبّه لأنّك رأيته يطيع الله ويحبّ الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،إذا فعلت ذلك وجدت حلاوة الإيمان في قلبك وذقت طعم الإيمان في فؤادك .

أسال الله بمنّه وكرمه أن يعيننا على بناء محبّتنا على عرى الايمان إنّه ولي ذلك والقادر عليه.

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية