الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:
يقول تعالى في كتابه الكريم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20، 21]
في هذه الآيات الكريمة ،يأمر الله بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والاستجابة له ولرسوله عند سماع الأوامر والنواهي الصادرة عنه وعن رسوله عليه الصلاة والسلام ،وينهى عن التشبه بالكافرين والمنافقين في عدم طاعتهم واستجابتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،فإن الكفّار أبوا أن يسمعوا كلام الله ،كما قال تعالى في كتابه الكريم ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)فصلت26
واليهود قالوا (سمعنا وعصينا)
والمنافقون (إن شرّ الدّوابّ عند الله الصّمّ البكم الّذين لا يعقلون)
فهم يظهرون أنّهم قد سمعوا واستجابوا وهم ليسوا كذلك ،فهم يسمعون بآذانهم ولا يسمعون بقلوبهم ،
ثمّ أخبر سبحانه وتعالى ،أنّ هذه الأصناف من بنى آدم هم شرّ الخلق والخليقة ،فقال تعالى ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ الانفال22
أي الصّمّ عن سماع الحقّ،والبكم عن فهمه والنطق به.
ووصفهم سبحانه وتعالى بأنّهم (لا يعقلون) أي ليست لديهم عقول صحيحة يفكرون بها في العواقب، وإنّما عقولهم لا تتعدى التفكير بحاضرهم الدنيوي،وملاذهم العاجلة،فهم كالبهائم الّتي لا همّ لها إلاّ فيما تأكل في بطونها ،ولا تفكر في مستقبل ،ولا تستعد لحياة أخرى ،لكنهم شرّ من البهائم .
لهذا قال سبحانه وتعالى (إِنْ هُمْ إِلَّا كَٱلْأَنْعَٰمِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)الفرقان 44
ان المطلوب من المسلم ،أن يستمع إلى كلام الله إذا يتلى ،والاستماع إلى أحاديث رسوله عندما تروى إستماع تفهم،وإدراك لمطالبهما.
ثم بعد الإستماع والفهم لكلام الله ،وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ،يتجه المسلم إلى العمل بهما ،والإستجابة لمطالبهما، وإلا فإن الإستماع والفهم من غير عمل يكونان حجة على صاحبهما يوم القيامة .
قال الله تعالى {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين}الزمر 59
إن من لم يسمع اليوم سيندم غدا حين يقول الكفار { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِىٓ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ}الملك10
إنه مطلوب منا الإستماع والإتباع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
نسأل الله أن يوفقنا للاستماع والاتباع إنه ولي ذلك والقادر عليه.