الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
آخر الأخبار

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:

فمن فضل الله تعالى على عباده ،أن جعل لهم مواسم للطاعات ، يستكثرون فيها من العمل الصالح ، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم تبارك وتعالى ،والسعيد من اغتنم تلك المواسم ، ولم يجعلها تمرّ عليه مرورا عابرا ، ومن هذه المواسم الفاضلة ، العشر من ذي الحجّة ، وهي أيّام شهد لها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنّها أفضل أيّام الدنيا ، وحثّ على العمل الصالح فيها ، بل إنّ الله سبحانه وتعالى ، أقسم بها ، وهذا وحده يكفيها شرفا وفضلا ،إذ العظيم لا يقسم إلاّ بعظيم ،واذا أقسم الله بشئ ، دلّ هذا على عظم مكانته وفضله ، يقول الله تبارك وتعالى{وَالْفَجْرِ ۝ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} الفجر 1\2

قال جمهور المفسرين من السلف والخلف ، الليالي العشر ، هي عشر ذي الحجّة ، وقال ابن كثير رحمه الله ، وهو الصحيح ، أي أنّها العشر من ذي الحجّة ، وقال الله تعالى

﴿ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾

[ سورة الحج: 28]

قال ابن عباس رضى الله عنه وابن كثير رحمه الله ، الأيام المعلومات ، أيام العشر ، ومن فضائل هذه الأيام ، أنّها أفضل أيّام الدنيا ،كما شهد لها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم بذلك ،فقال :((أفضل أيام الدنيا أيام العشر))؛ يعني: عشر ذي الحجة، قيل: ولا مثلهنَّ في سبيل الله؟ قال: ((ولا مثلهنَّ في سبيل الله، إلا رجل عفَّر وجهه بالتراب))؛ رواه البزار، وابن حبان، وصحَّحه الألباني.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام))؛ يعني: أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرَج بنفسه وماله، ثم لم يرجِع من ذلك بشيءٍ))؛ رواه البخاري.

فإذا كان الأمر كذالك ، فإنّ هذا يستدعي من العبد أن يجتهد ويكثر من الأعمال الصالحة فيها ، وأن يحسن استقبالها واغتنامها ، وأن يحرص المسلم حرصا شديدا على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة ، ومن عزم على شئ أعانه الله ، وهيّأ له الأسباب الّتي تعينه على إكمال العمل ، ومن صدق الله صدقه الله .

فنسأل الله أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام ، وأن يعيننا على إغتنامها على الوجه الّذي يرضيه عنّا سبحانه وتعالى.

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية