القدس لنا
الحمد لله رب العالمين، مخرج الناس من الظلمات إلى النور، والهادي إلى سواء السبيل، والصلاة والسلام على النبي الكريم، الناصح الأمين، من تبع خطاه فقد صلح، ومن اقتفى أثره فقد رشد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، أخذوا بنصحه، وأصلحوا واتّبعوا سبيل الرشاد، اللهم ارضَ عنهم أجمعين ما تعاقب الليل والنهار وبعد. . .
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153]؛ فقد أوجب الله تعالى على المسلمين أن يكونوا إخوةً مجتمعين على الحق، متحابّين متعاونين، وأمرهم بلزوم الجماعة - أي جماعة المسلمين - وتألّف بعضهم ببعض، وأن يكونوا مجتمعين على الحق، وحذَّرهم من الفرقة، وأخبرهم أنّ التنازع والتفرق بعد العلم بالحق هو سبيل غير المسلمين. قال الله عز وجل: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:106]
القدس للمسلمين نعم القدس لنا حفظكم الله و ليس لأحد الحق في أن يتخذ هذه القرارات الضالمة لا ترمب و لا غيره
عباد الله لقد احتشد الأعداء و تكالبوا على قدسنا لينالوا من خير أمة أُخرجت للناس أمة.محمد صلى الله عليه و سلم لهم من الله ما يستحقون
علينا جميعا إذا أردنا استعادة قدسنا بتقوى الله في السر و العلن و نشر التوحيد و الدعوة إليه و إلى الأخلاق الفاضلة و الاعتصام بالكتاب و السنة و الابتعاد عن المعاصي و الذنوب و علينا بالسمع و الطاعة لولاة الأمور و أن نلزم غرز العلماء الربانيين و علينا أن نحذر من الخوارج و الإخوان المسلمين و من كان على شاكلتهم من أهل الخراب و الفساد الذين يدعون الناس إلى الإعتصامات و المظاهرات من أجل خدمة مصالحهم و بث الفتن في المسلمين و تفريق صفوفهم و إضعاف شوكتهم و إبعادهم عن كتاب ربهم و سنة نبيهم صلى الله عليه و سلم
نسأل الله عز وجل أن يؤلف بين قلوب أفراد المسلمين على الحق، وأن يرحمهم ويجمعهم على كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ إذ الجماعة نعمة من الله ورحمة، والفرقة عذاب.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
كتبه سليم أبوإسلام بن علي بن عبد الرحمان بن الصحراوي حسان بليدي الجزائري