الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:
اتقوا الله ،عباد الله وأطيعوه ،وامتثلوا أمره ولا تعصوه ،واجتنبوا نهيه ولا تقربوه ،واتبعوا هدي نبيكم تفلحوا ،واعملوا بتوجيهاته الحكيمة تهتدوا ،ولقد كان من توجيهاته الكريمة ،وحكمه العظيمة ، ونصائحه القويمة ، ماجاء في الحديث ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه.{رواه البخاري ومسلم}
وفي مسند الإمام أحمد: عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه.
وللترمذي والنسائي :والمؤمن من أمنه النّاس على دمائهم وأموالهم ، وزاد أحمد في مسنده {والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله .
ففي هذه الأحاديث بيان لأصول الدّين وهي الاسلام والإيمان والهجرة والجهاد ،فبيّنها ـ صلى الله عليه وسلم ـأتمّ بيان ، وأوضحها أتمّ إيضاح ، بكلام جامع شامل .
فأخبر ـصلى الله عليه وسلم ـ أنّ المسلم الحقيقي هو من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وأنّ المهاجر الحقيقي هو من هجر ما نهى الله عنه ، وأنّ المؤمن الحقيقي من أمنه النّاس ، أي قام بحقّ الله ، وحقّ عباد الله ، فأمنه النّاس على دمائهم وأموالهم ، وأنّ المجاهد الحقيقي من جاهد نفسه في طاعة الله ، فأوضح ـصلى الله عليه وسلم ـ أنّ الاسلام التّام ،هو الاستسلام لله في كلّ شئ ، من أوامره ونواهيه ، والوقوف عند حدوده ، وأداء العبادات الّتى أمر بها سبحانه وتعالى ، والقيام بالحقوق الّتى بينه وبين ربّه ، والّتى بينه وبين عباد الله ، ولا يتم ذلك حتّى يحبّ للمسلمين ما يحب لنفسه ، ولن يتحقق هذا المعنى إلاّ بسلامتهم من شرّ لسانه ويده .
والله ولي التوفيق .