الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
آخر الأخبار

{تأملوا هذا الحديث العظيم}

الحمد لله الذي يسر للسالكين إليه الطرق والأسباب، وفتح لهم من خزائن الأعمال الصالحة وما يقرب إليه كل باب.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بلا ارتياب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي من الله به على المؤمنين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الحكمة والكتاب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب، وسلم تسليما.

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا أن الله برحمته وإحسانه يسر لكم إلى الخير طرقا وأسبابا، وفتح لكم إلى خزائنها أبوابا، فاستبقوا الخيرات، وخذوا من كل قسط منها بنصيب وافر، تحمد عقباه في الحياة والممات.

واستمعوا إلى هذا الحديث العظيم الذي رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه ورؤيا الأنبياء حق ووحي، قال عبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه-: "خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في صفة بالمدينة، فقال: "إني رأيت البارحة عجبا، رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه، فرد ملك الموت عنه.

ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين، فجاءه ذكر الله فطرد الشياطين عنه.

ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب، فجاءه صلاته فاستنقذته من أيديهم.

ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما دنا من حوض منع وطرد، فجاءه صيام رمضان فأسقاه وأرواه.

ورأيت رجلا من أمتي، ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا، كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع، فجاءه غسله من الجنابة، فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي.

ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة، ومن خلفه ظلمة، وعن يمينه ظلمة، وعن يساره ظلمة، ومن فوقه ظلمة، ومن تحته ظلمة، وهو متحير في ذلك، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور.

ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها، فجاءته صدقته، فصارت سترا بينه وبين النار، وظلا على رأسه.

ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه، فجاءته صلته لرحمه، فقالت: يا معشر المؤمنين إنه كان وصولا لرحمه فكلموه فكلمه المؤمنون وصافحوه.

ورأيت رجلا من أمتي احتوشته الزبانية، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فاستنقذه من أيديهم، وأدخله في ملائكة الرحمة.

ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب، فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده، فأدخله على الله -عز وجل-.

ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله، فجاءه خوفه من الله -عز وجل- فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه.

ورأيت رجلا من أمتي قد خف ميزانه، فجاءه افراطه فثقلوا ميزانه.

ورأيت رجلا من أمتي قائما على شفير جهنم، فجاءه رجاؤه في الله -عز وجل- فاستنقذه من ذلك ومضى.

ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار، فجاءته دمعته التي قد بكاها من خشية الله -عز وجل- فاستنقذته من ذلك.

ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه في الله فسكن رعدته ومضى.

ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا، فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته.

ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة، فغلقت الأبواب دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله، ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة".

والحديث حكم عليه العلامة الألباني – رحمه الله – بالضعف في ضعيف الجامع (2086)وقد استحسانه جمع من أهل العلم منهم ،شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله .

فهذا -أيها المسلمون-: حديث عظيم؛ بين فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما رآه في الأعمال الصالحات المنجية من العذاب، فخذوا من كل واحدة منها بنصيب.

واعلموا أن للصدقة في أيام الحاجة وأيام الشتاء شأنا كبيرا، فإن الصدقة كلما كانت أنفع للخلق وأخـلص للرب كـانت أفضل وأعظم أجرا، فتفقدوا إخوانكم الفقراء، وجودوا عليهم ممـا جـاد الله به عليكـم: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)[المزمل: 20].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الحج: 77].

والله ولي التوفيق .

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية