الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:
عباد الله ،إنّ من وفقه الله للعمل الصالح في رمضان ، فليحافظ على عمله من المبطلات ،فليحافظ على عمله من الأمور الّتى تضيّعه عليه.
فقد جاء في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لأصحابه :{أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟} قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ.{رواه مسلم}
فالمسلم إذا عمل عملا فليحافظ عليه تمام المحافظة ،وأعظم ما يبطل الأعمال الصالحة ،الشرك بالله عز وجل ،بأن يدعوا غير الله ، أو يسغيث بغير الله ، فيدعوا الأموات والقبور ،كما هو حال كثير من المنتسبين إلى الإسلام اليوم.
قال تعالى في كتابه الكريم ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[ سورة الزمر: 65]
فعلى المسلم أن يحافظ على أعماله ،فقد لا يحصل من المسلم الشرك ،ولكن يحصل منه غيبة أو نميمة أو سبّ أو شتم ، فتذهب حسناته للمظلومين ،فهو يعمل لغيره ويأتي يوم القيامة مفلسا ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .
فحافظوا على أعمالكم ، أكثر ممّا تحافظون على أموالكم وأرواحكم فهي رأس مالكم عند الله سبحانه وتعالى.
وفقنا الله وإيّاكم لفعل الخيرات وترك المنكرات ،إنّه ولي ذلك والقادر عليه