سائل من ولاية سطيف دولة الجزائر يقول:
مؤخرا و في قريتنا قام بعض الأشخاص في جلب هيكل خشبي . و هذا لغرض و ضعه في ضريح قديم و هذا لأجل إعادة إحياء الزيارات التي كانت تأتي قديما لهذا الضريح الرجاء منكم أن تنصحونا كيف نتعامل معهم ؟
جزاكم الله خيرا
الجواب
السلام عليكم
لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الشرك غاية التحذير وسد كل الطرق الموصلة إليه ، وحمى حمى التوحيد ومن ذلك نهى عن الصلاة عند القبور والطواف بها، وتقبيلها ، وعبادة أصحابها، والاستغاثة بهم
قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما أمر به ونهى عنه وما كان عليه أصحابه . وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضادّا للآخر مناقضا له بحيث لا يجتمعان أبدا .ا ه
لأنها لما بنيت عليها القباب ظن الجهال أن المدفونين فيها ينفعون أو يضرون . ويقضون حوائجهم ، فقدموا لهم النذور والقرابين . حتى صارت أوثانا تعبد من دون الله و لا حول و لا قوة إلا بالله
فيجب الحذر من خطوات الشيطان قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
فالغلو في الصالحين هو أصل هذا البلاء، والله بين في كتابه أنه لا يجوز اتخاذ الوسائط بينه وبين عباده، بل يجب أن يعبد وحده من دون واسطة، وأرسل الرسل وأنزل الكتب بذلك، قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقوله: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ الآية. وقوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا الآية. وقوله وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا الآية. وقوله: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا.
وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، وقال عز وجل: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين
وهذا أمر معلوم بالنصوص من الكتاب والسنة وبالضرورة، ولهذا يجب علينا جميعا أن نبينه للناس، بسائر الوسائل الممكنة لأنه أعظم حق وأعظم واجب ؛ فلابد أولاً من الدعوة إلى التوحيد وتبصير الناس بهذه الدعوة المباركة قال تعالى: قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي يوسف108 الواجب أن تكون دعوة هؤلاء بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن
قال سفيان الثوري: لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر عدل بما ينهى، عالم بما يأمر عالم بما ينهى. اهـ.
وقال احمد بن حنبل: الناس محتاجون إلى مداراة ورفق الأمر بالمعروف بلا غلظة.كتاب الورع ،
إنك مأمور بالصبر يا عبد الله على الدعوة فلا تستعجل نتائج دعوتك عندما تدعو الناس إلى التوحيد
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.