الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:
فنتحدث اليوم بإذن الله تبارك وتعالى ،عن سورة عظيمة جليلة .
سورة الفاتحة ،سورة مكية كريمة ،فضائلها كثيرة عظيمة ،لها عدة اسماء ،وكثرة اسمائها دليل ساطع ،وبرهان قاطع على تعدد فضائلها ، فمن أسمائها ـ الفاتحة ـ لإفتتاح القرآن العظيم بها، فأول كل شئ فاتحته ، ومن أسمائها ـ أم الكتاب ـ لاشتمالها على ما جاء في الكتاب الكريم والقرآن العظيم ،من الثناء على الله عزوجل وتوحيده وتعظيمه وتحميده ووعده ووعيده ،ومراتب السعداء ومنازل الأشقياء ،ومن أسمائها ـ السبع المثاني ـ ،لأنها سبع أيات مباركات ،تثنى ـ أي تكرر ـ في كل ركعة من جميع الصلوات ،سواء منها الفرض والسنن والمستحبات .
ومن أسمائها الصلاة ، كما جاء في الحديث القدسي ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) {رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة }.
فإذا تأمل العبد هذا ،وعلم أنّها نصفان ، نصف لله تبارك وتعالى ،ونصف دعاء يدعو به العبد لنفسه.
والذي علمه هذا الدعاء هو الله تباك وتعالى ، وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة ، وأنّه سبحانه من فضله وكرمه ضمن إجابة الدعاء ، إذا دعاه باخلاص وحضور قلب ،تبين بعد ذلك ماذا أضاع كثير من النّاس ؟
فهده السور على إيجازها ،قد احتوات على ما لم تحتوى عليه سورة اخرى من سور القرآن العظيم .
فنسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه