السؤال الّذي يطرح نفسه في هذه الأيام، كيف نستقبل هذا الشهر ؟
فليس إستقبال هذا الشهر بتبادل باقات الورد والزهور ، ولا بجمع صنوف أنواع المطاعم والمشروبات والمأكولات .
إنّ التهيؤ لهذا الشهر الكريم ، تهيؤ للطاعة ، واستعداد للعبادة ،وإقبال صادق على الله جلّ وعلا ،وتوبة نصوح من كل ذنب وخطيئة ،وإذا لم تتحرك النّفوس في هذا الشهر المبارك ،للتوبة إلى الله ، والندم على فعل الذنوب ، فمتى تتحرك ،ولهذا صح في الحديث ،عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّه قال {رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ} صححه الألباني
وإنّ ممّا يستقبل به هذا الشهر الكريم ، الدعاء الصادق ،والصلّة الحسنة بالله ، والإلتجاء التام اليه سبحانه ،بأن يعيننا على طاعته في هذا الشهر الفضيل ،فالعبد لا قدرة له على القيام بالطاعة وتحقيق العبادة ، والإتيان بها على وجهها ، إلا إذا أعانه الله سبحانه وتعالى ، فلولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا.
أسأل الله أن يبلغنا أجمعين شهر رمضان ، وأن يعيننا على الصيام والقيام ،إنّه ولي ذلك والقادر عليه.