الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،أمابعد :
أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة فكلنا يعرف أنه لا سعادة ولا نجاة إلا إذا عرفنا الطريق الحق الذي لا عوج فيه، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). [الأنعام:153].
وهذا الطريق لا يُعرف إلا من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، و اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وقد استفاضت النصوص الشرعية الصحيحة في بيان ذلك والتأكيد عليه، قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر: 7]، وقوله -عز وجل-: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا )[النساء: 80]، ولا يدخل أحد الجنة ولا ينجو إلا من اعتصم بهديه،
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى. رواه البخاري.
والالتزام بالسنة فيه عصمة من الوقوع في البدعة لأن الاعتصام بالسنة نجاةٌ،،
قال ابن عباس - رضى الله عنه -:
ما يأتي على الناس من عام إلاأحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدعُ وتموتُ السننُ رواه ابن وضاح فيكتابه البدع والنهي عنها.
قال أحمد بن عطاء - رحمه الله -:
من ألزم نفسه آداب السنة ، غمر الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه ، والتأدب بآدابه قولاوفعلاً
أبونعيم 10/302،
وقال الأوزاعي - رحمه الله -:
أصبر نفسك على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل بما قالوا ، وكف عما كفوا عنه ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنه يسعك ما وسعهم
اللالكائي 1/154 ،
وقال ابن حبان - رحمه الله - في مقدمة صحيحه:
وإن من لزوم السنة تمام السلامة ، وجماع الكرامة، من لزمها عصم ومن خالفها ندم
الإحسان 1/102،
والسلفيون لا يكتفون فقط بدعوة المسلمين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، بل يزيدون على ذلك إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح
لقوله صلى الله عليه و سلم
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور
رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني.
قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -:
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله ، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواءٌ كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. اهـ. مجموع فتاوى ابن عثيمين (ج/2 ، ص/291) .
قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) [النساء:115] .
نعم فالاعتصام بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح رضوان الله عليهم قولاً وعملاً واعتقاداً هو سبب للنجاة
يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
العلم قال الله قال رسولـه
قال الصحابة ليس بالتمويه. . .
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة
بين الرسول وبين رأي فقيه. . .
فالناس يرجعون إلى العلماء ا فيما أشكل عليهم فيسألونهم فيفتونهم بما فتح الله عليهم من العلم، قال الله جل وعلا: (فاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[النحل: 43، الأنبياء: 7]. وبفضل الله تعالى يوجد في كل عصر علماء كبار تهتدي بهم الأمة، بعلمهم وبسيرتهم، ﻳﺮﺷﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇلى ﺍلحق ﻭﻳﻮﺿﺤﻮﻧﻪ لهم، ﻭيحيون ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭينشرونها، ﻭﻳﺮﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺪﻉ؛ فهم ورثة الأنبياء، وهم الأئمة الحكماء.
ولكن مع الاسف في زماننا هذا ظهر من يتنقص العلماء ويقلل من شأنهم واحترامهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منا من لم يجل كبيرنا و يرحم صغيرنا ! و يعرف لعالمنا حقه). رواه أحمد والحاكم عن عبادة بن الصامت وحسنه الشيخ العلامة الألباني رحمه الله.
وإني أشكر الله عز وجل على ما منّ به علينا و على الشباب السلفي في الجزائر من انتشارٍ للدعوة السلفية علماً وعملاً في كل مكان من أجزاء الجزائر شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، وهذا بفضل الله - عزّ وجلّ - ثم بفضل دعوة مشايخها الكبار الذين جهدوا ليل نهار في الحفاظ عليها ولم يمنعهم من إظهار الحق وبيانه ووالدلالة عليه والدعوة إليه، تكالبُ أهل البدع وتسلُّطُهم على أهل الخير بالأذى والابتلاء.
وهذا من الميثاق الذي أوجبه الله عليهم أن يبلغوه للناس ولا يكتمونه فهم أهل الفضل والسبق بعد الله تعالى في تحملهم أمانة نشر الدعوة بين الشباب في الجزائر وخارجها دون كلل أو ملل ومن بين هؤلاء المشايخ الافاضل الشيخ العلامة الدكتور محمد فركوس،(قمت بحذف الكثير من الأسماء بسبب انحرافهم عن المنهج السلفي و وسأزودكم لاحقا بأسماء أخرى إن شاء الله )
فإني أوصي الشباب السلفي أن يوقِّروهم ويرتبطوا بهم، ويلتفُّوا حولهم ويدافعوا عنهم ويقفون معهم في الشدائد ويذبون عنهم خاصة ونحن نعيش في زمن الفتن والغربة والفتنة تضرب بأطنابها في أنحاء شتى فأرشد الله العباد عند وقوع الفتن أن يرجعوا إلى أهل العلم وخاصة الراسخين منهم فقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا )[النساء: ٨٣ ].
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -:
وأولو الأمر هم: أهلُ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها.اهـ. وقال صلى الله عليه و سلم: إنَّ من ورائكم أيامَ الصبر ، للمتمسك فيهنَّ يومئذٍ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم. صحيح الجامع.
وفي الحديث الآخر: العبادة في الهرج كهجرة إليَّ. ورواه مسلم في صحيحه.
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يسدد خطاهم للخير، وأن يوفقهم لما يرضيه، وأسأله سبحانه أن يصلح بطانتهم وأن يعينهم على أداء الواجب، كما أسأله سبحانه أن ينصر بهم الحق، وأن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يجعلهم هداة مهتدين، وأن يوفقهم للتعاون على البر والتقوى إنه خير مسئول. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.