الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
الشكر العطر على شيخنا الربيع المزهر بقلم الشيخ سليم أبو إسلام الجزائري حفظه الله تعالى


الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
وجَّهنا الله تعالى إلى أنْ نأسر قلوب الناس عن طريق شُكرنا لهم، وعدم الإغضاء من فضلهم وقيمة إحسانهم، وكذلك الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم فهو يُرشِدنا إلى أنْ نعترف بالجميل وفضل المحسن علينا.
قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237]، و روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد و أبو داود وابن حبان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس. حديث صحيح صححه الألباني .وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم، وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم.و الخلق الكريم يقتضي مكافأة من يؤدي إليك المعروف ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، فقال : ( مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه ، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوا أَنَّكُم قَد كَافَأتُمُوهُ ) رواه أبو داود وصححه الألباني

وقال أبو حاتم: "الواجب على من أُسدِي إليه معروف، أنْ يَشكُره بأفضلَ منه أو مِثله؛ لأنَّ الإفضال على المعروف في الشكر، لا يقوم مقام ابتدائه وإنْ قَلَّ، فمَن لم يَجِد، فليُثنِ عليه؛ فإنَّ الثَّناء عند العدم، يقوم مقامَ الشكر للمعروف، وما استغنى أحدٌ عن شكْر الناس انتهى

من هنا أحب أن أشكر الشيخ الدكتور العلامة ربيع ابن هادي المدخلي حامل لواء الجرح و التعديل على ما قدمه من جهود مباركة لنصرة الدين والعقيدة والسنة ولقد رزقه الله ذكاء حادا وفراسة عظيمة في مجاهدة أهل البدع والأقوال المنحرفه وفي كشف الحزبيين و القطبيين نعم يبين ويكشف لنا حقيقةً من صور الحزبية عند أدعياء السلفية وقد أظهر الله تعالى على يديه كثيرًا من الزيغ والضلال عند الإخوان المسلمين و الحداديين المنحرفين الذين شغبوا على ثوابت أهل السنة فهم يتظاهرون بحبهم للسنة وهم يبطنون الحقد الدفين لعلماء السنة و بين أخطاء وضلالات سيد قطب و قد كان من أبرز من أنكر أخطاء سيِّد قطب و انحرافاته و انحراف منهجه ـ فهو خير من حذَّر المسلمين من منكرات فكر سيِّد قطب الإخواني الضال المحترق الذي ملأ الدنيا بضلالاته لذلك مهما أثنينا على جهوده و عددنا مناقبه لا نستطيع أن نستوفيه حقه من شكر و إطراء فالله الله على ما أسدى لهذه الدعوة من خدمة و صدعه بالحق دائما و عدم خوفه في الله لومة لائم خاصة في هذا الزمان الذي قل فيه أهل الحق و ناصريه.
فالحمد لله كثيرا أن سخر لهذه الدعوة الصالحه القائمه على الكتاب والسنه و على منهج السلف الصالح هؤلاء العلماء الأمجاد الربانيين الذين ملؤوا الدنيا سنة إتباعا و عملا إبتغاء وجه الله فقط غير مريدين بذلك مقابلا من أي أحد غير الله فنحن لا ننكر و لله الحمد أن الناس لم يعرفوا الحزبية الا بفضل من الله ثم بجهودهم الجبارة وكان الشيخ ربيع من أبرز الرجال الذين بصرهم الله بمخاطر الحزبية و تصدوا لها وواجهوها فقاموا بواجبهم ولم يساوموا على أماناتهم صبروا وتحملوا الشدائد فنشروا السنة في الشرق والغرب. فقد ظُلِموا واضْطهِدوا وأُوذُوا في سبيل الله، ولم يفتنهم هذا كله عن دينهم، بل صبروا وتحملُّوا، إغراءات السفها ء و مكر الجبناء حتى أظهرهم الله وفضح عدوهمقال تعالي ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) آل عمران
فهذه سنة الله في خلقه أن يوجد لكل منافح للحق عدو يتربص به فلا يخلو أي مجتمع من ناكرٍ للجميل، غير معترف به ولا بفضل أحدٍ عليه، ولا ضيرَ إنْ صادفت أحدًا من هذا الصنف

فجزاك الله خير الجزاء يا شيخنا الربيع و جعل الجنة مثواك و رزقك الله الصحة و العافية و أدامك الله ذخرا لأهل السنة تدافع و تكافح لأجلهم اللهم آمين .

 

 

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية