الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أما بعد:
قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [سورة المائدة:3]
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد [متفق عليه]. أي مردود على صاحبه.
وقال مالك بن أنس: ما لم يكن يومئذ ديناً فلن يكون اليوم ديناً.
فيجب على المسلم أن يحذر من الابتداع في الدين وأن لا يتقرب إلى الله تعالى إلا بما شرع، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [سورة الشورى:21]
ومن البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان.
واعلم رحمك الله أن ما ورد في فضلها أحاديث ضعيفة و موضوعة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكلّه موضوع
عن علي رضي الله عنه مرفوعاً قال: إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها. وهو حديث موضوع (1)
وحديث: إنّ الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد غنم بني كَلْب. وهو حديث ضعيف. (2)
والحاصل أن هذه الأمور لم يأت فيها خبرٌ ولا أثرٌ غير الضعاف والموضوعات.
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية ، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء هذا هو الصواب وبالله التوفيق.. انتهى
ومن هنا فالاحتفال بليلة النصف من شعبان أو غيره هو من الأمور المبتدعة في الدين، ولا يجوز للمسلم فعلها ولا ينفعه في ذلك حسن نيته، فكم من مريد للخير لا يبلغه .
هذا و صلى الله على نبينا محمد و أله و سلم
كتبه فضيلة الشيخ أبي إسلام سليم الجزائري - حفظه الله تعالى -