الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
درر من أقوال السلف في الليل وقيامه

الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:

قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}  [السجدة:16].

و قال تعالى {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]

وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].

قال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].

وقال النبي صلى الله عليه و سلم في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه].

وقال النبي صلى الله عليه و سلم: { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].

وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].

وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].

عن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ } [متفق عليه].

وعن حذيفة رضي الله عنه  قال: { صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث } [رواه مسلم].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: { صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه].

لله قوم أخلصوا في حبه .... فأحبهم واختارهم خداما

قوم إذا جن الظلام عليهم .... قاموا هنالك سجدا وقياما

يتلذذون بذكره في ليلهم .... ونهارهم لا يبرحون صياما

عن علقمة بن مرثد قال:

لما احتضر عامر بن عبد قيس بكى، فقيل له: أتجزع من الموت، وتبكي؟

فقال: وما لي لا أبكي، ومن أحق بذلك مني؟!والله ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على دنياكم، رغبة فيها، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء

السير4/19

قال أبو سليمان الداراني رحمه الله :

لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره حتى يخرج من الدنيا ؛إلا على ما فاته من لذة طاعة الله عز وجل فيما مضى من عمره ، لكان ينبغيله أن يبكيه ذلك حتى يخرج من الدنيا ، فقلت : يا أبا سليمان ! إنما يبكي على لذة ما مضى من وجد الإيمان فقال : صدقت . قال : وسمعته يقول : أهلا لطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ، وربما استقبلني الفرح في جوف الليل ، وربما رأيت القلب يضحك ضحكا .

المجالسة وجواهر العلم 2/374

كان أبو الصهباء صلة بن أشيم -رحمه الله-:

يصلي حتى ما يستطيع أن يأتي فراشه إلا زحفا

سير أعلام النبلاء 3/497

قال عاصم بن عصام البيهقي –رحمه الله-:

بت ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله،

فقال:سبحان الله! رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل.

سير أعلام النبلاء 11/298

عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال:

لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدّنيا:

وضعي وجهي للسّجود لخالقي في اختلاف اللّيل والنّهار أقدّمه لحياتي، وظمأ الهواجر،ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، وتمام التّقوى أن يتّقي اللّه العبد حتّى يتّقيه في مثقال ذرّة، حتّى أن يترك بعض ما يرى أنّه حلال خشية أن يكون حراما، وحتى يكون حاجزا بينه وبين الحرام، وإنّ اللّه قد بيّن للنّاس الّذي هو يصيّرهم إليه، قال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ

الدر المنثور للسيوطي 6/ 648.

مر الفضل بن الحسن –رحمه الله - بقوم في السوق :

فقال: أما يقيل هؤلاء؟؟ قالوا: لا، قال:إني لأرى ليلهم ليل سوء.!

المقاصد الحسنة ص 76

كان ثابت البناني –رحمه الله -:

يقوم الليل ويصوم النهار ، وكان يقول: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل.!

صفة الصفوة 3/262

قال يحيى بن أبي كثير - رحمه الله-:

والله ما رجل تخلى بأهله عروساً أقرَّ ما كانت نفسُه وأسرَّ ما كان بأشد سروراً منهم بمناجاته إذا خلوا به.!

التهجد ص342

قالت أم سعيد بن علقمة - النخعي الناسك -:

كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير ، فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ،

قالت : ولربما ترنم في السحر بشيء من القرآن ، فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة

   الحلية 7 / 356

قال حماد بن سلمة: سمعت ثابتاً يقول:

اللهم إن كنت أعطيت أحداً الصلاة في قبره فأعطنيها

التهجد ص233

كان طلق بن حبيب –رحمه الله-:

لا يركع إذا افتتح القراءة حتى يبلغ العنكبوت، وكان يقول: إني أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي

حلية الأولياء3/64

قال عمرو بن عبد الله السبيعي -رحمه الله-:

قال أبو إسحاق: «ذهبت الصلاة مني، وضعفت، وإني لأصلي وأنا قائم، فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران

حلية الأولياء4 /339

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه أبو إسلام سليم بن علي بن عبد الرحمان بن الصحراوي حسان بليدي الجزائري

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية