الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:
عباد الله إنّ الأمة الإسلامية جمعاء ،تستقبل في الأيام القليلة القادمة ، ضيفا عزيزا ،ووافدا كريما ، تتشوّف القلوب إلى مجيئه ، وتتطلع النفوس إلى قدومه ، إنّه ضيف حبيب على قلوب المؤمنين ، عزيز على نفوسهم ، يتباشرون بمجيئه ، ويهنئ بعضهم بعضا بقدومه ، وكلّهم يرجوا أن يبلغ هذا الضيف ،وأن يحصّل ما فيه من خير وبركة ، ألاّ إنّه شهر رمضان المبارك ، شهر الخيرات والبركات ، وشهر الطاعات والقربات ، شهر الصيام والقيام ، وتلاوة القرآن ، شهر الذكر والاستغفار ، والدعاء والمنجاة ، شهر الجود والسخاء ، والبذل والعطاء والإحسان ، شهر تعددت خيراته ، وتنوعت بركاته ، وعظمت مجالات الربح فيه ، ذلكم الشهر العظيم المبارك ، الذي خصّه الله جل وعلا بميزات كريمة ، وخصائص عظيمة ، ومناقب جمّة ، تميزه عن سائر الشهور.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم ، ويبين لهم خصائصه وفضائله ومناقبه ، ويستحثّهم على الجدّ والاجتهاد فيه ، بطاعة الله والتقرب إليه سبحانه وتعالى ،بما يرضيه.
وقد ثبت في مسند الإمام أحمد بإسناد جيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ؛إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال (هذا شهر رمضان قد جاءكم ، فيه تفتح أبواب الجنّة وتغلق أبواب النّار ، وتصفّد الشياطين)
وثبت في سنن الترمذي وغيره ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجنّ، وغلقت أبواب النّار فلم يفتح منها باب ، وفتّحت أبواب الجنّة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشرّ أقصر ، ولله عتقاء من النّار وذلك كل ليلة)
والأحاديث الدّالة على فضل هذا الشهر وعظيم شأنه ، وكريم منزلته عند الله ، كثيرة لا تحصى وعديدة لا تستقصى ، فالواجب أن نفرح غاية الفرح ، وأن نسعد غاية السعادة ،بإقبال هذا الشهر الكريم .
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا يجمعون).
والله ولي التوفيق .