الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: من يرد اللهُ به خيرا، يُفَقِّهْهُ في الدين. متفق عليه؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح. والعلم في الإسلام يسبق العمل

المزيد
تفسير القرآن العظيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين ،أما بعد:

يقول تعالى في كتابه الكريم (كتاب أنزلنه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب)ص29

وقال تعالى(ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر)القمر 17

وقد روى البخاري في صحيحه عن عثمان بن عفّان رضي الله عنه ،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ،والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران "رواه البخاري ومسلم

وروى مسلم في صحيحه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "اقرأوا القرآن ،فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ".

هذه النصوص وغيرها كثير ،تحثكم على تعلم كتاب الله وتلاوته والعمل به ، فهو سعادتكم والمخرج من الفتن ،فيه نبأ ما قبلكم ،وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ،هوالفصل ليس بالهزل ،من تركه من جبّار قصمه الله ،ومن ابتغى الهدى من غيره أضّله الله -سبحانه وتعالى- وهو حبل الله المتين ،وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم ،هو الذّي لا تزيغ به الأهواء ،ولاتنقضي عجائبه ،من قال به صدق ومن عمل به أُجر ،ومن حكم به عدل ،ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ،لا تكلُّ الألسن من تلاوته ،ولاتملُّ الأسماع من حلاوته ولذّته ،ولا يشبع العلماء من تدبُّره والتّفقه في معانيه ،ولا يستطيع الإنس والجنّ ،أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه ،لأنّه المعجزة الخالدة ،والحجّة الباقية ، فأقبلوا على تعلّمه وتعليمه وتلاوته والتفكّر فيه ،لكي يطّهر أخلاقكم ،ويزكّي نفوسكم ،وتكونون من حملة القرآن وأهله ،فإن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.

-والله الموفق لما يحبه ويرضاه-

الكلمة الشهرية
بشرى لأهل الإستقامة

أقرأ المزيد
القائمة البريدية