إن ظاهرة التطاول على العلماء ظاهرة خطيرة تستحق الوقوف ضدها بكل حزم وعقل، وذلك لأن مآلاتها قدح في الدين ونيل منه
ألا وإن من أسباب زوال النعم وذهاب الدين ، الطعن في أهل العلم الربانيين الراسخين ، وتطاول الأغمار الجهال الصغار الحمق أصحاب قِلَّةُ العَقْلِ و أصحاب َالفَسَادُ على أهل العلم
قال أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ ::
إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألةً في الدينِ ، يتعلم الوقيعة في الناس متى يفلحُ
وأقول لعامة أبنائنا و إخواننا من المسلمين ما قاله الحافظ بن عساكر رحمه الله: اعلم أن لحوم العلماء رحمهم الله مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم. انتهى
ومن تكلم في العلماء و انتقصهم و طعن فيهم ابتلاه الله قبل موته بموت القلب.
اعلم رحمك الله أن الطاعنون في أهل العلم لا يضرون إلا أنفسهم و أن الله سينتقم منهم في الدنيا و الأخرة ، إذ الله يدافع عن الذين أمنوا
قال الإمام أحمد إمام أهل السنة
لُحوم العلماء مسمومة من شمها مَرِض، ومن أكلها مات. انتهى
إن الطاعنون في أهل العلم أهل فسق و فساد و مكر و خديعة احذروهم يا عباد الله لا تجالسوهم و لا تسمعوا لهم قبحهم الله و الله إني أعجب لمن يلقي لهم السمع و يضيع و قته معهم ولكن إذا عُرِفَ السَّبَب بَطَل العَجَب ، فهؤلاء القوم بغيتهم صرف الناس زمن الفتن عن أهل العلم الربانيين الراسخيين في العلم ، حتى يخلوَ الجو لهم في توجيه الناس وسط ما يريدون ، فواالله لا فقهاً حصلوا، ولا واقِعاً أدركوا. نيتهم خبيثة كيف تجرئ هؤلاء على هذا العمل الخبيث نعم.
تصدر الجهال ووقع التخبط والاعتداء على حدود الله باسم مصلحة الدعوة والقول على الله بلا علم ، راحوا يطعنون في العلماء جهال ظنوا أنفسهم علماء
فعلماؤنا يتبعون الحق بدليله من الكتاب و السنة كما أمرهم ربنا جل وعلا رضي وسخط من سخط لكن هؤلاء الجهال الصغار جيشوا جيوشهم في مشارق الأرض و مغربها من أجل النيل من أهل الحق من أهل العلم الربانيين قبحهم الله .
فو االله لو كان أحدهم يعرف قدر نفسه أو مبلغ علمه ما تجرأ على العلماء ولكنه الجهل بما عليه أهل السنة . لو سكتوا لكان أفضل لهم فالله الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
اللهم إنا نعوذ من القول في دينك بلا علم ، هؤلاء و الله يتناقضون فتراهم يوقرُون رموز المبتدعة ، ويتسترون على بدعهم و الله نعرفهم ، وأما علماء السنة فحديثه عنهم دائر بين التشكيك واللمز ، ثم يدعي أنه على منهج السلف الصالح و يحب السلفية و هم كذابون أفاكون
قال قتيبة : إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحي بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وذكر أقواماً فإنه على السنة ، ومن خالف هؤلاء فأعلم أنه مبتدع . انتهى كلامه رحمه الله .
واليوم إذا رأيت الرجل يحب علماء السنة كالعلامة ابن بار ، وابن عثيمين ، والألباني ، وآل الشيخ ، والفوزان ، واللحيدان ، و عبيد الجابري و ربيع المدخلي و فركوس علامة الجزائر وغيرهم ممن هم على منهجهم ، فاعلم أنه صاحب سنة ، ومن وقع فيهم فحذر منه و لا كرامة
صلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ً.
كتبه الشيخ سليم أبي إسلام حسان بليدي حفظه الله تعالى