نصيحة أخوية لأبنائي و إخواني السلفيين في غينيا
بلغني من أحد الإخوة الفضلاء أن بعض الدعاة في غينيا لا يرى ذكر مع العوام و الشباب في أعيان المبتدعة وبيان انحرافاتهم العقدية و المنهجية، ويزعم أن هذا يسبب مفاسد و فتن فأقول لهم ينبغي التنبه لهذه المسألة .
والواجب على الدعاة أن يحذِّروا من من أهل البدع و انحرافاتهم ، وإن اقتضى الأمر يذكرهم بأسمائهم فتحذير الناس و الشباب و خاصة المبتدئين من المبتدعة واجب على الدعاة أما أن تقول لا أحذر منهم و لا أذكرهم بأعيانهم بحجة مراعاة المصالح و المفاسد و علينا أن نتدرج مع المبتدئين فهذا أمرٌ مخالف للشرع و نصوص القران و السنة لأنَّ هؤلاء العوام و المبتدئين هم أكثر الناس المتأثرين بأهل الأهواء والبدع
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى
هذه الردود من العلم، معرفة الهدى من الضلال، ومعرفة الخير من الشر هذا، والله من العلم الواقي؛ كما يقول حذيفة رضي الله عنه: "كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"، فلابدَّ من معرفة كتب أهل البدع والضلال، يعني عن طريق هذه الكتب التي تنتقدها، وإلاَّ ما ضاع كثير من الشباب إلاَّ حينما فقدوا مثل هذه الكتب التي تحصنهم، فهذه الكتب فيها تحصين للشباب.انتهى
كل من تصدى إلى أمر الدعوة و دعا الناس إلى الباطل لابد أن نذكره بإسمه حتى يحذره الناس و إلا أين حبك للسنة و دفاعك عن الدين و حب الخير للأخرين .
و هذه بعض الأدلة من القرأن و السنة
قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ وقال: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وقال: إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ، وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ، وغيرها من النصوص.
نصيحتي لإخواني و أبنائي في غبنيا أن يرشدوا الناس و يبينوا لهم الحق و أن يحذروا من أهل الباطل و عليهم بالرجوع إلى الدعاة المصلحين و العلماء الربانيين
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ" قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: "لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"، أخرجه الشيخان في صحيحيهما
و عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
أخرجه الشيخان في صحيحيهما
و من هنا يتضح لنا أن التحذير من المبتدعة بأعيانهم وبيان انحرافاتهم يدخل في النصيحة
يقول وقال الإمام ابن بطة رحمه الله في كتابه الإبانة الكبرى 6/137-138
وإنما ذكرتُ هذه الأقوال من مذاهبهم: ليعلم إخواننا ما قد اشتملت عليه مذاهب الجهمية المقبوحة المنبوحة من ألوان الضلال وصنوف الشرك وقبائح الأقوال؛ ليجتنب الحدث ممن لا علم له مجالستهم وصحبتهم وألفتهم، ولا يصغي إلى شيء من أقوالهم وكلامهم.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في مقدِّمة الفرق بين النصيحة والتعيير
اعلم أنَّ ذِكرَ الإنسان بما يكره محرم؛ إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص، فأما إنْ كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم، وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة؛ فليس بمحرم بل مندوب إليه. وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل، وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة، وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه. ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين مَنْ تقبل روايته منهم ومَنْ لا تقبل، وبين تبيين خطأ مَنْ أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسَّك بما لا يُتمسَّك به ،ليُحذَر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.
و قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص131
يجب بيان خطر التحزب، وخطر الانقسام والتفرق؛ ليكون الناس على بصيرة، لأنه حتى العوام ينخدعون!، كَمْ من العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنها على حق؟، فلابد أن نُبيِّن للناس - المتعلِّمين والعوام - خطر الأحزاب والفرق؛ لأنهم إذا سكتوا قال الناس: العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه!؛ فيدخل الضلال من هذا الباب؛ فلا بد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور، والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين!؛ لأنَّ العوام مع سكوت العلماء يظنون أنَّ هذا هو الصحيح وهذا هو الحق.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الفهم الصحيح والعدل في أقوالنا وأعمالنا وأن يثبتنا على الحق والهدى، وأن يختم لنا بالحسنى.
كتبه الفقير إلى ربه سليم أبو إسلام حسان بليدي